حريق مرعب في هذه الدولة .. ثاني أكبر كارثة نارية في التاريخ تكشف أسرارًا صادمة
الدستور الاخبارية/متابعات خاصة
في ثلاثينيات القرن الماضي، شهد الاتحاد السوفيتي العديد من الكوارث الطبيعية التي أسفرت عن سقوط أعداد ضخمة من الضحايا. بينما كانت بعض الكوارث ناتجة عن سياسات ستالين، مثل المجاعة التي أودت بحياة ملايين الأوكرانيين، كانت هناك أيضًا كوارث بسبب عوامل طبيعية. واحدة من أبرز هذه الكوارث هي حريق كورشا 2 (Kursha-2)، الذي يعتبر ثاني أعنف حريق غابات في التاريخ بعد حريق بيشتيغو في الولايات المتحدة عام 1871، والذي أدى إلى مقتل ما بين 1500 و2500 شخص.
اندلاع حريق كورشا 2
في أغسطس 1936، اندلعت النيران قرب منطقة تشاروس (Charus) في الاتحاد السوفيتي. يعتقد بعض الخبراء السوفيت أن الحريق بدأ بسبب شرارة من قطار عبر خط تشاروس كورشا 2، وهو مستوطنة صناعية صغيرة في أراضي ميشيرا (Meshchera) في أوبلاست ريازان (Ryazan). لكن المسؤولين السوفيت شككوا في هذه الرواية، مشيرين إلى أن الحريق نجم عن عاصفة رعدية ضربت المنطقة في 2 أغسطس 1936.
توسعت النيران بسرعة شمالًا، ملتهمة مساحات كبيرة من الغابات المليئة بأشجار الصنوبر. بحلول مساء 2 أغسطس، وصل قطار إلى كورشا 2 ليكتشف أن الحريق قد دمر أكثر من ألف هكتار من الغابات. ومع تحوله إلى عاصفة نارية جراء الرياح الشديدة، ازداد الوضع سوءًا.
الخطر يقترب من كورشا 2
في الوقت نفسه، نجا سكان قرية كولتوخي (Koltukhi) من الكارثة بفضل المسافة التي فصلت بينها وبين الغابات المشتعلة. لكن النيران استمرت في الانتشار حتى اقتربت من منطقة كورشا 2 الصناعية التي كانت محاطة بالكامل بالغابات.
أكثر من ألف قتيل
خلال الكارثة، عرض العاملون في القطارات إجلاء النساء والأطفال من كورشا 2، إلا أن المسؤولين السوفيت رفضوا الطلب، وأصروا على مواصلة نقل الخشب. ومع اقتراب النيران، فر العديد من الأهالي إلى محطة القطار، حيث حاولوا الهروب عبر التشبث بعربات القطار. إلا أن النيران لحقَت بالقطار، الذي احترق بسرعة مع جميع من كانوا على متنه.
بعد إخماد الحريق، ظهرت آثار الدمار في كورشا 2 والمناطق المحيطة، بما في ذلك العثور على جثث متفحمة في المنطقة.
تعتيم إعلامي
لم تحظَ كارثة كورشا 2 بتغطية إعلامية كافية بسبب سياسة التعتيم الإعلامي في الاتحاد السوفيتي، حيث تم الإعلان عن سقوط عدد ضئيل من الضحايا. لكن التقارير التي ظهرت لاحقًا، بعد انتهاء نظام ستالين، كشفت عن دفن أكثر من ألف جثة في منطقة توما (Tuma) لضحايا الحريق. وبسبب هذا العدد الكبير من القتلى، تم تصنيف حريق كورشا 2 كثاني أعنف حريق غابات في التاريخ من حيث عدد الضحايا.