البروفيسور حميد خلف العكيلي: من عالم ذرة إلى ضحية تعذيب

⁦الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في زمن ليس ببعيد، كان الدكتور حميد خلف العكيلي رمزاً للعلم والمعرفة، أستاذًا في الكيمياء النووية بجامعة كامبريدج البريطانية، وحاملاً لشهادة الدكتوراه في الكيمياء الذرية.
كان طلابه العراقيون يلجؤون إليه لحل أعقد مسائل الكيمياء الذرية. اليوم، أصبح العكيلي يعيش في شوارع بغداد، فاقدًا لعقله، مرتديًا ملابس متسخة، وشعره الطويل مغبر، بعد أن دمر الاحتلال الأمريكي حياته بالكامل.

من عالم إلى ضحية:
قبل احتلال العراق، كان حميد خلف العكيلي شخصية علمية مرموقة، يعيش في خدمة العلم وطلابه.
لكن بعد الاحتلال الأمريكي، سُجن هذا العالم من قِبل القوات الأمريكية بتهمة واحدة: أنه عالم ذرة عراقي.
هذه التهمة كافية لتدمير حياة أي عالم في ظل النظام العالمي الجديد الذي يرفض رؤية العرب كأعلام في المجالات العلمية المعقدة.

التعذيب وسلب الحياة:
بعد اعتقاله، تعرض البروفيسور العكيلي لأشد أنواع التعذيب على يد القوات الأمريكية.
لم يكتفِ الاحتلال بسجنه، بل قام بقتل أفراد عائلته، نسف منزله، ومصادرة جميع ممتلكاته.
خرج العكيلي من السجن منهكًا، فاقدًا لعقله، بعد أن شهد أبشع أنواع المعاناة.

الصورة الصادمة:
الصورة على اليمين هي ما كان عليه العكيلي قبل الاحتلال، عالم ذرة ومثال يحتذى به للعلماء العراقيين.
أما الصورة على اليسار، فتُظهر ما آل إليه بعد خروجه من السجن. تلك الصورة تختصر كل ما حدث للعراق، من بلدٍ كان رمزًا للتقدم العلمي والثقافي، إلى بلدٍ محطّم يعيش أبناؤه في الشوارع، فاقدين لعقولهم ومستقبلهم.

رسالة للعالم:
قصة البروفيسور حميد خلف العكيلي ليست مجرد قصة شخصية، بل هي تجسيد للواقع الذي يعيشه العراق اليوم.
إنه ضحية من ضحايا الاحتلال الأمريكي، ودليل حي على الكارثة التي حلّت ببلد كان يضج بالحياة والعلم. صورة البروفيسور العكيلي اليوم أكثر بلاغة من ألف كلمة، تختصر رحلة العراق من القمة إلى الحضيض.

خاتمة:
بينما يعيش العكيلي اليوم هائماً في شوارع بغداد، يجب أن نتذكر أنه كان رمزاً للعلم والتقدم.
إن مصيره هو مصير العراق الذي تعرض للدمار على يد قوى احتلال لا تعرف الرحمة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى