*فوضى وفساد في العراق*
بقلم طالب السوداني
يُعَدّ ملف تهريب الأموال وسرقتها من أكثر الملفات فسادًا وتعقيدًا في العراق، ويمثل ما يعرف بفضيحة “سرقة القرن” أحد أبرز الأمثلة على هذا. تشير التقارير إلى تورط عدة جهات وشخصيات لها مصلحة مباشرة في عرقلة جهود الحكومة العراقية الحالية، برئاسة محمد شياع السوداني، لمكافحة الفساد واسترداد الأموال المسروقة من خزينة الدولة، وعلى رأس هذه القضايا قضية التهرب الضريبي المرتبطة بشخصية نور زهير.
-التوترات بين الحكومة والمستفيدين من الفساد:
تسعى حكومة السوداني إلى محاربة الفساد وإعادة الأموال المسروقة، وهو ما يواجهه مقاومة شديدة من بعض الأطراف التي لها مصلحة في استمرار الأوضاع كما هي. فمن المعروف أن نور زهير، الذي أصبح رمزًا في هذا الملف، قد استفاد من شبكة واسعة من العلاقات التي تضم سياسيين ورجال أعمال، ولهذا تسعى هذه الجهات إلى الضغط على الحكومة لمنع امتثاله أمام المحكمة.
السبب الرئيسي لهذا الضغط هو الخوف من أن يقدم نور زهير أثناء مثوله أمام المحكمة أدلة أو تصريحات قد تورط شخصيات نافذة. وفي هذا السياق، تقوم هذه الجهات باستخدام وسائل متعددة لعرقلة سير العدالة، سواء من خلال التأثير على الإجراءات القضائية أو محاولة تعطيل الحكومة نفسها.
-الهدف من عرقلة الحكومة:
المستفيدون من الفساد لديهم مصلحة في إطالة أمد الأزمة المالية والسياسية، وذلك حتى يستمروا في الاستفادة من ثغرات النظام المالي والإداري. علاوة على ذلك، فإن مثول نور زهير أمام المحكمة من شأنه أن يكشف الكثير من الأسرار المرتبطة بعمليات السرقة الكبرى لأموال الضرائب، والتي تتورط فيها شخصيات قد تكون على علاقة مباشرة بصنع القرار السياسي أو لها نفوذ قوي في الحكومة أو خارجها.
-تداعيات عرقلة عمل الحكومة:
إذا نجحت هذه الجهات في تعطيل الجهود الحكومية، فإن ذلك سيؤدي إلى تآكل الثقة بين الشعب والحكومة، وقد يؤدي إلى تقويض جهود الإصلاح الاقتصادي. ومن جهة أخرى، سيشجع استمرار هذه الضغوط المفسدين الآخرين على الإفلات من العدالة، مما يؤدي إلى زيادة تعقيد الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.
تواجه حكومة محمد شياع السوداني تحديات كبيرة في مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، ويعد ملف نور زهير واستخدامه كأداة ضغط لمنع امتثاله أمام القضاء أحد أهم هذه التحديات. تبقى معركة الحكومة العراقية ضد الفساد معركة معقدة تحتاج إلى دعم شعبي ودولي، لمواجهة المصالح المتشابكة التي تسعى إلى استمرار حالة الفوضى والفساد.