خداع نتنياهو لعائلات الأسرى: هل يسعى للتصفية بدلاً من الاستعادة؟
تحليل/الدستور الاخبارية/متابعات خاصة
في الوقت الذي يُتداول فيه الحديث عن اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، يعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى قصف المواقع التي يتواجد فيها الأسرى الصهاينة في القطاع، بهدف قتلهم فور حصوله على معلومات عن أماكن وجودهم.
وفي بيان جديد صادر عن “أبو عبيدة” الناطق باسم كتائب القسام، كشف عن قيام الاحتلال بقصف أحد المواقع التي يُحتجز فيها الأسرى الصهاينة، مؤكداً امتلاك الكتائب لمعلومات استخباراتية تفيد بأن جيش الاحتلال تعمد قصف المكان عدة مرات بهدف التأكد من قتل الأسرى وحراسهم. وهذا ليس الحادث الأول من نوعه؛ فقد سبق أن قصف الاحتلال مكاناً شمال القطاع في نوفمبر الماضي، ما أسفر عن مقتل أسيرة صهيونية وفق إعلان “أبو عبيدة”.
المراقبون يرون أن عبارة “نتنياهو وهاليفي يسعيان إلى التخلص من أسراهم في غزة بكل السبل”، التي أرفقتها كتائب القسام بفيديو يظهر أجزاء من جسد أسير صهيوني، تعكس حقيقة الوضع بعيداً عن الأوهام التي يسوقها “نتنياهو” لعائلات الأسرى الصهاينة حول حرصه على استعادة ذويهم أحياء. القصف المتعمد للمواقع التي يحتجز فيها الأسرى يُظهر أن “نتنياهو” يفضل قتلهم على أن يبقوا أحياء، حتى لا يكونوا ورقة ضغط عليه في مفاوضات مع المقاومة الفلسطينية.
وحسب المراقبين، فإن قرار قتل الأسرى يعكس قناعة جيش الاحتلال باستحالة استعادة الأسرى عبر العمل العسكري، حتى وإن كانت لديه معلومات عن مواقعهم، خاصة بعد إصدار تعليمات بشأن التعامل مع الأسرى في حال اقتراب الجيش من أماكن احتجازهم.
من جانبها، أظهرت كتائب القسام في الفيديو الأخير محاولتها انتشال أحد الأسرى الصهاينة الذين قصفهم الاحتلال، مشيرة إلى أن المقاومة الفلسطينية أصبحت أكثر حرصاً على حياة الأسرى الصهاينة مقارنة بـ”نتنياهو”، الذي يبدو أنه يسعى للتخلص منهم.
وكانت القسام قد بثت خلال الأسابيع الماضية تسجيلين لأسرى إسرائيليين، أحدهما يحمل الجنسية الأمريكية، وجهوا فيهما انتقادات شديدة لنتنياهو، حمّلوه مسؤولية استمرار احتجاز الأسرى في غزة. وفي 3 ديسمبر، أعلنت حركة حماس مقتل 33 أسيراً إسرائيلياً نتيجة القصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من قطاع غزة منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023.
وفي الوقت الذي يظهر فيه “نتنياهو” وأعضاء حكومته في المؤتمرات الإعلامية وهم يضعون دبوساً صغيراً باللون الأصفر على ياقة بذلاتهم تضامناً مع الأسرى الصهاينة، يتضح أن سياساته تسعى إلى التخلص منهم، ما يكشف عن سياسة التضليل التي يتبعها حتى مع شعبه.