تنطوي ورقة بطل وتفتح ورقة أخرى لتسجل بطلاً أٓخر .

مقال رأي/الدستور الإخبارية/خاص:

بقلم الإعلامي / محمد جلال

عندما كنا في سن مبكر، سمعنا وقرأنا في كتب التاريخ، وتعلمنا أيضاً في المدارس، حكايات تروى عن أبطال قضوا سنوات طويلة من أعمارهم وهم يناضلون من أجل أوطانهم وأبناء أوطانهم .

وعندما كنا نسمع أو نقرأ عنهم ياتينا القليل من الريب والشكوك، وتخبط فكري يطرح العديد من الأسئلة التي لم نجد لها جواب في تلك الأيام، كمثل لماذا يُضحون بأنفسم من أجل الأرض التي يسكنوها، فكان من الممكن أن يذهبوا إلى أراضٍ أخرى لاتوجد فيها نزاعات ولا عنصرية ولا ظلم واطهاد، ويعيشون حياتهم بشكل طبيعي بعيدًا عن إقحام أنفسم في ثورات ونزاعات تستدعي النضال وهذا متعب ومرهق لهم، كذلك ياتينا سؤال لماذا هذا الذي أقرأ عنه تحت مسمى البطل أو المناضل عرض حياته للمخاطر والتنكيل والإقصاء والتعذيب، ويوجد ملايين غيره في نفس الأرض التي يسكنها لم يحركوا ساكنا، فنظل في حيرة بين مؤيدٍ وبين تخبط أفكار تبعث الريبة من أمرهم في أنفسنا ولكن دون إجابة .

وقد انطوت صفحات هؤلاء بانقطاعهم عن الحياة أما بالموت أو القتل، ولكن لايزال التاريخ يذكرهم ويذكر كل تفصيلة قدموها دون نقصان ولا مبالغة .

ولكن عندما كبرنا إلى سن الرشد وبدأت بصيرتنا تتفتح وتنير، علمنا بعض الأشياء التي جعلتهم لا يخافون على أرواحهم كما يخافون على أوطانهم، وعلمنا أن هذا البطل الذي أختار النضال والكفاخ لسنوات طويلة، عنده غريزة ربانية في حب الكفاح وجينات وراثية نضالية، وبهذا وجدنا سبب أن مجرد أشخاص من ملايين البشر من يقومون بذلك فقط .

وكذلك بعدما كبرنا أكثر تكشفت أشياء كثيرة لم نكن نعلمها ولا نعرفها، لصغر السن وبعضًا من الجهل لا أخفي عنكم هذا .

علمنا أن الوطن هو الحياة لكل مواطن وهو الهواء الذي يتنفسه وهو العلاج لما يؤلمه، علمنا أن أرضك هي عرضك وشرفك وكرامتك، فهمنا ما معنى وطن وما أهمية هذا الوطن لكل مواطن، وعلمنا معنى الإنتماء للوطن الذي يستدعي التضحيات وتقديم جميع الإمكانيات التي يمتلكها المواطن لأجل النهوظ بوطنه الذي فيه عزته وكرامته .

لن أطيل عليكم الكلام بهذا الخصوص .

الشاهد من كلامي أن كلما انطوت صفحات هؤلاء الأبطال المناضلين، انفتحت صفحات أخرى لأبطال أخرين لتُملأ هذه الصفحات ببطولاتهم وتضحياتهم ونضالهم .

وعندما تعمدت البحث عن وطنا الجنوبي الأبي، وكذلك كيف أتت الوحدة اليمنية المشؤمة التي دمرت وطنا و أرضنا واطهدتنا وطلمتنا حتى في حقوقنا، وجدت الكثير من الأوراق تتفتح أمامي، لتضع أمام عيني وبصيرتي أبطال في وطني عملوا مثلما عمل من سار على درب التضحية والكفاح والنضال لمحبته البالغة وعشقه الكامن في قلبه لوطنه، ومع استمراري في البحث متعمقاً فيه مقلباً مواقع الموضوع على الإنترنت، إذا بي أجد إسم المناضل البطل الصنديد أديب العيسي على رأس تلك الأسماء التي لم تخضع لحكم عفاش الظالم والمستبد والذي مارس معنا أوسخ الطرق لإدلالنا وخضوعنا، وبعدما شاهد البطل أديب العيسي هذا التعامل، واختلاس ثرواتنا، ثروات أرضنا الجنوبية، لم يقف هذا الرجل الشجاع المقدام المناضل أديب العيسي مكتوف اليدين فكان من أوائل من رفضوا هذا الحكم الظالم وناضلوا وتعرضوا للكثير من المخاطر، ولكن هذا لم يثنيهم، ويثني القائد البطل أديب العيسي عن مواصلة نضالهم وثوراتهم وعصيانهم والأصرار بعزيمة قوية على الإستمرار، المناضل أديب العيسي هو من أوائل من خرجوا ضد الحكومة السابقة التي كان يترأسها عفاش .

وهو من رص الصفوف ووضع الخطط ووضع إسم الحراك الحنوبي وقاد الكثير من المناضلين الشرفاء .

ولم ينتهي إلى هنا فحسب، بل حتى في حرب 2015، كان من أوائل من خرجوا وناضلوا وجاهدوا في سبيل عدم الاستيلاء على أرض الجنوب من قبل مليشا الحوثي الإرهابية المجوسية واستباحة عرضنا وشرفنا، وقام برص الصفوف وتوحيد المقاومة ودعمها من ماله الخاص .

ومن خلال كل ماقدمه هذا المناضل، أكتسب الكثير من الخبرات السياسية والعسكرية بشكل كبير ومتقن، وكذلك بعد الحرب كان له اليد الأولى في تنطيم وضع الجنوب وخصوصًا العاصمة عدن .

ولم يكتفي أيضاً بذلك فلازال يناضل، ولازالت صفحته مفتوحة تدون كل مايقوم به، ولكن في لم الشمل بين الشعب الجنوبي تحت سقف واحد، وتحقيق اللحمة الجنوبية، وتحقيق مشروع الشراكة الوطنية الجنوبية .

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى