ناشط حقوقي يكتب: في الجنوب الحر يُباع فيه الشرف… يُصبح الخائن صاحب الجاه والمقام

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في وطني، ذاك الذي لطالما كان رمزاً للكرامة والصمود، أصبح اليوم يُباع فيه الشرف بثمن بخس، وتحول الخائن إلى صاحب الجاه والمقام.
إنها مأساة حقيقية أن ترى في أرضك، التي رويناها بدماء الشهداء، يتصدر المشهد من خان العهد وباع الوطن مقابل مصالحه الشخصية.

عندما يصبح الخائن هو من يتربع على عرش القرار، نعلم أن الأمور قد انقلبت رأساً على عقب.
لقد تحولت المبادئ التي كان أهل الجنوب يدافعون عنها، تلك المبادئ التي كانت تمثل لنا الحياة، إلى مجرد كلمات فارغة يتاجر بها من لا يملكون حتى ذرة من الشرف. هؤلاء الخونة، الذين لا يعرفون إلا طريق المال والجاه، هم من يعتلون اليوم المنابر ويتحدثون باسم الوطن، وكأنهم لم يبيعوه في سوق النفاق.

في وطني الجنوب، بات الشرفاء مهمشين، يعيشون على الهامش وكأنهم غرباء في أرضهم.
أما أولئك الذين باعوا ضمائرهم وخانوا عهد الوطن، فهم من يعيشون في نعيم، يحتلون المناصب ويجمعون الثروات، غير مبالين بما يعانيه هذا الشعب الحنوبي من قهر وظلم.

لكن مهما طال الزمن، فإن الخيانة لن تجلب إلا الخراب ٬ هؤلاء الذين خانوا وطنهم سيجدون أنفسهم يوماً ما في مواجهة الحقيقة المرة، حينما تنقلب الأمور وتعود الحقوق لأصحابها.
فالتاريخ لا يرحم، والحق دائماً ينتصر، حتى لو تأخر.

إن الجنوب اليوم بحاجة إلى شرفائه، بحاجة إلى من يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
بحاجة إلى من يعيد لهذا الوطن كرامته وعزته، التي استباحها الخونة.
فالتغيير قادم لا محالة، وسيسقط القناع عن وجوه من باعوا شرفهم، ليبقى الجنوب لأبنائه الأوفياء، الذين لم يتخلوا عنه في أصعب الظروف.

وفي النهاية، قد يتسلق الخائنون إلى القمة، لكنهم لن يبقوا هناك طويلاً.
سيسقطون كما سقط من قبلهم من الخونة، وسيبقى الجنوب شامخاً بأبنائه المخلصين، الذين لم يبيعوا شرفهم، ولم يخونوا أرضهم.

مطاعم ومطابخ الطويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى