هل يقدر نتنياهو على الصمود أمام مطالب التهدئة لحل أزمة الرهائن
![هل يقدر نتنياهو على الصمود أمام مطالب التهدئة لحل أزمة الرهائن 1 bd25291a 42d1 4780 85e8 e632ed035b91](https://al-dstoor.com/wp-content/uploads/2024/01/bd25291a-42d1-4780-85e8-e632ed035b91.jpg)
[ad_1]
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء عن مقتل 21 جنديا إسرائيليّا وسط قطاع غزة، في أسوأ حادث منفرد تتعرض له قواته في القطاع خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر ضد عناصر حركة حماس.
وفيما تضغط عائلات المحتجزين على نتنياهو داعية إياه إلى الاستجابة لمبادرات التهدئة التي تقوم بها قطر ومصر بمتابعة مباشرة من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، تتعالى أصوات إسرائيلية مُطالبةً بالاستمرار في الحرب وزيادة الضغط على حماس، ما يعني استحالة وقف إطلاق النار قبل الرد.
لكن الأسوأ بالنسبة إلى خيار الاستمرار في المعارك حتى تحقيق هدفه المتمثل في تفكيك حماس هو أن الحرب قد طالت ولا مؤشرات على هَزْم الحركة وتراجع أدائها العسكري، وأن ما يقدمه نتنياهو من خلال القصف اليومي العنيف هو المزيد من الدمار وجثث المدنيين، ولا يستطيع الحديث عن نصر. في المقابل تشهد فاتورة الحرب ارتفاعا في الخسائر البشرية والعسكرية والاقتصادية، وستكون تداعياتها وخيمة على صورته وحظوظه السياسية.
وإذا قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتهدئة فعليه أن يثبت أنها ليست فرصة لحماس كي تلتقط أنفاسها عسكريا في غزة بإعادة تجميع مقاتليها مثلما حصل في شمال قطاع غزة، كما لا يجب أن يوفر لها فرصة استثمار التهدئة سياسيّا في الخارج.
ويبدو أن رهان نتنياهو على التفاوض تحت الضغط العسكري على حماس قد انقلب عليه ليتبيّن أن تشديد القصف واستهداف المدن والقرى يقودان إلى التورط بشكل أكبر في الحرب ولا يؤمّنان فرصة الانسحاب بسهولة، ما قد يجعل عروض التهدئة خادمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي مثلما هي في صالح حماس والدرجة نفسها.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي الثلاثاء إن إسرائيل لن توافق على اتفاق بشأن وقف إطلاق النار يسمح باستمرار احتجاز الرهائن في غزة أو بقاء حماس في السلطة بالقطاع. وأضاف أن الجهود مستمرة لتحرير الرهائن، لكنه رفض الخوض في التفاصيل وقال إن أرواح المحتجزين على المحك.
وكشفت القناة 12 الإسرائيلية الثلاثاء عن فحوى عرض إسرائيلي لتبادل أسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق النار في غزة. وقالت القناة 12 إن من المنتظر أن يأتي جواب الوسطاء خلال الساعات القادمة “بعد الاستماع إلى حماس حول ما إذا كان من الممكن المضي قدما، وإذا أبدت مرونة في مطلبها المعلن بوقف القتال وانسحاب جميع القوات من قطاع غزة”. وأضافت “سيصل الأربعاء إلى إسرائيل أيضا بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، قادما من قطر بعد زيارة مصر”.
إذا قبل نتنياهو بالتهدئة فعليه أن يثبت أنها ليست فرصة لحماس كي تلتقط أنفاسها عسكريّا في غزة وسياسيّا خارجها
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه أنه “في غضون الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة سنعرف ما إذا كان بإمكاننا إحراز تقدم نحو بدء المحادثات”.
وكانت شبكة “سي إن إن” الأميركية قد ذكرت الاثنين في تقرير أن إسرائيل “اقترحت أن يغادر كبار قادة حماس قطاع غزة، في إطار اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار”.
وتدفع مصر وقطر بدعم أميركي كلا من إسرائيل وحركة حماس إلى “الانضمام إلى عملية دبلوماسية على مراحل، تبدأ بالإفراج عن الرهائن، وتؤدي في النهاية إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع الفلسطيني وإنهاء الحرب”، حسب ما صرح به مشاركون في محادثات الوساطة لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية.
وقال أشخاص مطلعون على المحادثات، لم تكشف عنهم الصحيفة، إن إسرائيل وحماس “مستعدتان مرة أخرى للمشاركة في المناقشات”، بعد تعثر المفاوضات في أعقاب انتهاء آخر وقف لإطلاق النار يوم 30 نوفمبر الماضي.
ومن المقرر أن تستمر المفاوضات في القاهرة خلال الأيام المقبلة، حسب ما ذكرته مصادر صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ويمثل الاقتراح الذي تدعمه واشنطن والقاهرة والدوحة، بحسب الصحيفة الأميركية، “نهجا جديدا لنزع فتيل الصراع، يهدف إلى جعل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حماس جزءا من صفقة شاملة، يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الأعمال العدائية”.
وقال أحد الأشخاص المطلعين على المحادثات إن استعداد الطرفين للنقاش كان “خطوة إيجابية”، مردفا “الوسطاء يعملون الآن على سد الفجوة”.
وأفاد موقع أكسيوس الإخباري الأميركي الاثنين بأنّ إسرائيل اقترحت على حماس، عبر الوسيطين القطري والمصري، هدنة لشهرين في الحرب الدائرة بين الطرفين، وذلك مقابل إطلاق الحركة سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم في قطاع غزة.
ونفت قطر، التي قادت سابقا مفاوضات مع الولايات المتحدة ومصر من أجل إطلاق سراح الرهائن ووقف القتال في غزة، هذه التقارير الثلاثاء.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحفي في الدوحة، إنّ الوساطة القطرية في ما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة مستمرة، مضيفا أنّ الكثير من المعلومات المنشورة في هذا الشأن مغلوطة.
وبحسب موقع أكسيوس، فإنّ الاقتراح الإسرائيلي لا يعني نهاية الحرب في القطاع، بل هدنة ثانية بعد تلك التي استمرّت أسبوعاً وأتاحت إطلاق سراح حوالي مئة من الرهائن الذين اختطفتهم حماس من جنوب إسرائيل خلال هجومها غير المسبوق على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر الماضي.
وكانت حماس اشترطت أنه في مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين يتم وقف إطلاق النار في غزة وسحب جميع القوات الإسرائيلية من القطاع وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين والتعهد بعدم العودة إلى الحرب أو ملاحقة حماس، وهو ما رفضته إسرائيل.