تقرير أميركي: إسرائيل قتلت ما بين 20% إلى 30% من عناصر "حماس"
![تقرير أميركي: إسرائيل قتلت ما بين 20% إلى 30% من عناصر "حماس" 1 c1804363 ba89 4e77 97b4 85d87c666cbe](https://al-dstoor.com/wp-content/uploads/2024/01/c1804363-ba89-4e77-97b4-85d87c666cbe.jpg)
[ad_1]
وكشف تقرير استخباراتي سري صدر في وقت سابق هذا الشهر، أن “حماس ما زال لديها ما يكفي من الذخائر لمواصلة ضرب إسرائيل، والقوات الإسرائيلية في غزة لعدة أشهر، كما تحاول الحركة إعادة تشكيل قوة الشرطة الخاصة بها في أجزاء من غزة”، وفق مسؤولين أميركيين أكدوا صحة التقرير، حسبما نقلت عنهم الصحيفة.
وأظهرت التقييمات التي وردت في التقرير الاستخباراتي، الذي يستند إلى اتصالات تم اعتراضها وتحليل أنقاض في غزة، ومراقبة طائرات مسيَّرة للمنطقة، ومعلومات استخباراتية قدَّمها الإسرائيليون، أن الولايات المتحدة قدَّرت أن “الحركة كان لديها ما بين 25 ألفاً إلى 30 ألف مقاتل قبل الحرب، بالإضافة إلى الآلاف من رجال الشرطة وقوات أخرى”، كما قدَّرت إسرائيل أن “عدد مقاتلي الحركة يبلغ 30 ألفاً أو أكثر”.
فيما كشفت تقديرات الجيش الإسرائيلي زيادة طفيفة، إذ قدَّر أنه “قتل نحو 9 آلاف من مقاتلي حماس في غزة منذ بدء الحرب، إضافة إلى أكثر من 1000 خلال هجوم 7 أكتوبر الماضي، وهو ما يمثل نحو 30% من إجمالي القوة القتالية للحركة”، وفق الصحيفة.
وكانت تقييمات إسرائيل لعدد مقاتلي “حماس” الجرحى، الذين تم سحبهم بشكل دائم من القتال أعلى بكثير من تقديرات الولايات المتحدة، إذ قدَّر مسؤولون إسرائيليون أن “نحو 16 ألفاً من مقاتلي حماس أصيبوا بجروح، وأن نحو نصف هؤلاء لن يعودوا إلى ساحة القتال”، وفقاً لمسؤول عسكري إسرائيلي بارز.
في حين قال مسؤول أميركي مطلع على التقييمات، إن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن “ما بين 10 آلاف و500، و11 ألفاً و700 مقاتل أصيبوا، وأن العديد من هؤلاء ربما يعودون في نهاية المطاف إلى ساحة المعركة”.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن نحو 190 من قواته سقطوا في غزة منذ بدء العملية البرية العسكرية، وأُصيب نحو 1200 آخرين، حسبما ذكرت الصحيفة الأميركية.
“حماس تعدّل خططها”
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) السابق جوزيف فوتيل إنه وفقاً للعقيدة العسكرية الأميركية، عندما تخسر قوة تقليدية ما بين 25% إلى 30% من مقاتليها، تُعتبر غير “فعالة قتالياً”، لكن “حماس” قوة غير نظامية تخوض حرباً دفاعية في بيئة حضرية كثيفة، ولديها إمكانية الوصول إلى أنفاق تمتد مئات الأميال تحت غزة، حسبما نقلت عنه “وول ستريت جورنال”.
وأضاف فوتيل، أن الحركة الفلسطينية أظهرت أنها لا تزال قادرة على القتال، لكن الخسائر “تستمر في فرض المزيد من الضغط على شبكة حماس”، مضيفاً: “ربما يضطر شخص واحد الآن إلى القيام بمهمتين أو ثلاث”.
ونقلت الصحيفة عن محللين عسكريين قولهم إن “مقاتلي الحركة عدَّلوا تكتيكاتهم من خلال العمل في مجموعات أصغر، والاختباء وسط كمائن لمهاجمة الجنود الإسرائيليين، ومن المحتمل أن يتولى مقاتلون منفردون المزيد من المهام لتعويض النقص الذي خلّفه زملاؤهم القتلى”.
وسحبت إسرائيل آلاف الجنود من غزة بعد ضغوط من الولايات المتحدة للانتقال إلى مرحلة “أكثر دقة وتحديداً” من الحرب، لكن مسؤولين عسكريين يقولون إن الحرب قد تستمر لعدة أشهر أخرى.
كما أثار صمود “حماس” تساؤلات داخل إسرائيل، والأراضي الفلسطينية، والخارج، بشأن ما إذا كانت تل أبيب تستطيع تحقيق أهدافها من الحرب، وفق الصحيفة.
وفي الوقت نفسه، بدأ مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في “خفض توقعاتهم” بشأن الحرب من “التدمير الكامل لحركة حماس”، إلى “تحجيمها كتهديد أمني”، كما حضَّت واشنطن، تل أبيب على تحويل الحرب نحو عمليات أكثر استهدافاً تستهدف قيادة “حماس”.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون حاليون وسابقون، إنه “على الرغم من أن حماس تكبدت آلاف الضحايا، وفق تقييمات أميركية وإسرائيلية، لكنها تهدف ببساطة إلى النجاة من هذا الصراع”، بحسب الصحيفة.
وفي تعليق على هدف “حماس”، قال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع: “لا يتحتم عليك أن تنتصر، كل ما عليك فعله هو ألا تخسر”.
“صمود وإعادة انتشار”
ووفقاً للصحيفة، وفي مؤشر آخر على صمود الحركة في الشمال، حيث دُمر جزء كبير من قطاع غزة ومناطق أخرى جراء الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال، تحاول “حماس” إعادة تأكيد سلطتها من خلال نشر مجموعات صغيرة من الشرطة وخدمات الطوارئ للقيام بدوريات في الشوارع، بحسب مسؤولين إسرائيليين وسكان فلسطينيين.
وقال سكان في مدينة غزة، إن تواجد الشرطة في غزة “محدود للغاية”، وإن القطاع لا يزال يخلو إلى حد كبير من النظام المدني.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أطلقت “حماس” وابلاً من الصواريخ على إسرائيل من منطقة وسط غزة، حيث كانت القوات الإسرائيلية تعمل في اليوم السابق، ما يسلط الضوء على مخاوف البعض في إسرائيل من أن الحركة ستعيد تأسيس وجودها ببساطة في أي مناطق لا تسيطر عليها القوات الإسرائيلية، بحسب الصحيفة الأميركية.
وفي هذا الصدد، قال ضابط عسكري إسرائيلي، إن “سلطات حماس المرتبطة بوزارة الداخلية في القطاع عادت إلى غزة، بما في ذلك المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي في السابق”، الذي أكمل انسحاباً كبيراً لقواته في وقت سابق هذا الشهر.
من جهته، قال الرئيس السابق لقسم الشؤون الفلسطينية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مايكل ميلشتين: “إنها مجرد مسألة وقت، إذا لم تنشر إسرائيل قوات على الأرض في هذه الأماكن، سيعيدون (حماس) أيضاً الجناح العسكري”.